أعربت الخارجية الفرنسية، يوم الجمعة، عن "القلق" من خطر الانزلاق إلى "حرب أهلية" في سوريا، عقب الأنباء عن تفجيرين انتحاريين في دمشق استهدفا مقرين أمنيين، ما أدى إلى سقوط 40 شخصا على الأقل، مجددة تمسكها بـ "الطابع السلمي" للنزاع في البلاد.
ونقلت وكالة "يونايتد برس انترناشونال" الأمريكية للأنباء عن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، قوله في مؤتمر صحافي، رداً على سؤال حول التفجيرين اللذين هزّا دمشق اليوم، إن "بلاده لا تملك معلومات حول الهجومين"، غير أنه أضاف "كما سبق وقلنا في أكثر من مناسبة، نحن نتمسك بالطابع السلمي للحركة الاحتجاجية ونحن قلقون من الانزلاق إلى حرب أهلية حقيقية يقود إليها القمع الدموي والأعمى".
ويأتي هذا التصريح عقب الإعلان صباح الجمعة عن استهداف مقرين أمنيين بدمشق بتفجيرين انتحاريين أدى إلى سقوط حوالي 40 قتيلا وأكثر من 100 جريح، فيما قال التلفزيون السوري إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن التفجيرين من أعمال "تنظيم القاعدة".
وأضاف فاليرو انه "إزاء هذا الوضع، على الأسرة الدولية أن تتحمل مسؤولياتها اليوم أكثر مما مضى"، مشيراً إلى أنه "من الملحّ اليوم القيام بكل ما يمكن في مجلس الأمن والمحافل الدولية لوقف القمع العنيف والوحشي"، على حد تعبيره.
كما سبق لوزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن دعا منتصف الشهر الماضي، المعارضة السورية إلى "تجنب الدعوة إلى أي تمرد عسكري"، محذرا من "خطر قيام حرب أهلية في البلاد"، وبيّن أيضا أن "بلاده ترفض تدخلا خارجيا أحادي الجانب في سورية، وأن أي عملية من هذا النوع يجب أن تتم بتفويض من مجلس الأمن الدولي تماما كما حصل في ليبيا".
وكانت عدة دول غربية قدمت في شهر تشرين الأول الماضي، مشروع قرار مدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية، إلى مجلس الأمن يدين ما يجري في سورية، إلا انه فشل نتيجة إسقاط كل من روسيا والصين هذا المشروع باستخدام حق النقض الفيتو.
وأدانت عدة دول غربية وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة في أكثر من مناسبة ما يجري في سورية، كما صعدت موقفها من الأحداث في سورية، حيث دعت الرئيس بشار الأسد إلى ترك السلطة والتنحي، الأمر الذي اعتبره الرئيس الأسد بأنه أمر لا قيمة له.
وتشهد عدة مدن سورية منذ 10 أشهر تظاهرات ترافقت بسقوط مئات الشهداء من المدنيين والجيش وقوى الأمن، حيث تقدر الأمم المتحدة عدد ضحايا الاحتجاجات في سورية بنحو 5000 شخصا، فيما تقول مصادر رسمية سورية أن عدد ضحايا الجيش والأمن تجاوز 2000 شخص، وتحمل "الجماعات المسلحة" مسؤولية ذلك.